ينظر للقراء غالبًا ككائنات منعزلة نائية عن غيرها، منطوية على صفحات كلما تنامت رغبت في المزيد، فللقراءة هالة من الخصوصية ينفرد بها القارئ بمقروئه مكونة رابطة بين طرفين لا حظ لطرف ثالث فيها. إلّا أن لهذه الصورة وجهًا آخر حين تصبح القراءة فعلًا جماعيًا اجتماعيًا يوثق هذه الرابطة بعلاقات أكثر عمقًا وأغنى أثرًا.
القراءة سفر تود أن تصاحب به من يؤنسك
كغيرها من تجارب الحياة، يعتبر القارئ قراءة كتاب تجربة مؤثرة يرغب بمشاركتها مع غيره من أقارب وأصدقاء ومعارف، ولكن هؤلاء قد لا يكونون مهتمين بالكتب بالضرورة، وإن كانوا مهتمين فلا تتأتى لهم قراءة الكتاب الذي قرأته دائماً. أما في نادي القراءة فالجميع يقرأ الكتاب نفسه، ويبحرون في التجربة نفسها، ويعلون أمواجها ويرسون على شواطئها معاً.
توسيع أفق القارئ وإضافة أبعاد إلى قراءته
عندما تقرأ منفردًا فإنك تقرأ كتاباً واحداً، ولكن القراءة الجماعية تجعل قراءتك أشبه بقراءة كتب بعدد الأشخاص الذين قرأوا وناقشوا الكتاب معك. كثيرًا ما نكوّن وجهة نظر أحادية، ورأياً قاطعاً لا يقبل النقاش، ويصعب علينا العمل بمقولة الإمام الشافعي “رأيي خطأ ويحتمل الصواب، ورأي غيري صواب ويحتمل الخطأ”، ولكن الاستمرار بحضور جلسات المناقشة، يطور لديك مرونة فكرية، لتقبل الرأي الآخر، ولا تجد حرجًا في تغيير رأيك أو إضافة رؤىً له. وهذا يزيد القارئ تواضعاً، ويقربه من المشاركة الإنسانية التي تشجع على التفرد في الآراء، والتلاقي في الأفكار، وحرية اختيارها والتعبير عنها. وبدلاً من أن تنزعج من الاختلاف، تصبح مرحّباً به وساعياً إليه.
استكشاف جزر جديدة
الانضمام لنادي قراءة يضعك أمام أذواق وخلفيات وتطلعات أخرى، تخرج من ذاتك واهتماماتك لتشترك مع اهتمامات غيرك، وقد تجد نفسك برفقة كتاب لم ولن تفكر بقراءته طيلة حياتك. وعندما تقرأه إمّا أن يستهويك المجال وتتوسع فيه، أو تعلم يقيناً أنه ليس من اهتماماتك في الوقت الراهن على الأقل. يساعدك ذلك على تطبيق الشق الأول من المقولة التي تنسب إلى عالم الأحياء الإنجليزي توماس هنري ماكسلي “حاول أن تتعلم شيئاً واحداً عن كل شيء، وكل شيء عن شيء واحد”.
تقوية الذاكرة
إن مناقشة موضوع معين تزيد من استيعاب المادة المقروءة، وتطيل من عمر عيشها في ثنايا الذاكرة، باسترجاع ما قيل في حلقة النقاش، والتشجيع على تدوين أفكارك لاستذكارها وطرحها أثناء الحوار، ما يمكّنك من طرح الأفكار التي ناقشتها في مواقف أخرى بسلاسة، ويزيد من قدرتك على السجال والتفكير النقدي وسرعة البديهة.
الالتزام بالقراءة في عالم مليء بالملهيات
من أسهل ما يكون الغرق في وسائل التواصل الاجتماعي، ومتابعة رنين الهواتف النقالة، والضياع في ازدحام المناسبات والأشغال. كل ذلك يجعل تأجيل أمور مهمة كالقراءة عادة يصعب التخلص منها، إلا في حال وجود جدول منظم تلتزم من خلاله مع أشخاص آخرين لإتمام كتاب معين، فلا ينحصر حافزك على إتمام القراءة فحسب، وإنما على استغلال فرصة تجمع أصدقائك في النادي لمشاركة نقاش شيّق حول موضوع قد لا تتاح لك فرصة نقاشه في محيطك اليومي، فتمضي وقتاً تستمع فيه اجتماعياً وتنمو فكرياً.
الكتاب صديق وصديقه صديق أيضاً
يقرّ الكثيرون أن تكوين الصداقات يصبح صعباً بعد تجاوز مراحل الدراسة، ويصبح من الأسهل التخلي عن هذه الصداقات لما يطرأ على الإنسان من تنقل وتغير وانشغال. تجمع الكتب أصدقائها حولها، وتوافق بينهم بالحديث حول أفكارها، وترسي جواً من الألفة والصداقة، فتسهل التعرف على أناس من اهتمامات متشابهة أو متنوعة، وتزيد من رصيد العلاقات الاجتماعية البناءة التي تفتح أبواباً للتعاون في مشاريع أو علاقات.
كتب، أفكار، فوائد لا نهائية
كما أن الفضاء لا نهاية له، والكلمات لا حصر لها، فإن للكتب والتحلق حولها منافع لا تحصى. فلا بد لكل قارئ أو إنسان ليس بقارئ حتى، أن يشارك في هذه التجربة، على سبيل الاطلاع على الأقل، وعندها سيتعرف على أسباب وفوائد خاصة به لا تحصرها مقالة ولا حتى كتاب.
لمعرفة الكم اللانهائي من أسباب الانضمام لنادي قراءة، ندعوك إلى خوض التجربة والتعرف عليها بنفسك، لذا نرحب بانضمامك إلينا عضواً أو ضيفاً، بالتسجيل معنا في نادي ألف..ياء للقراءة.
…