الروائي والأكاديمي التونسي شكري المبخوت حاصل على جائز البوكر العربية وجائزة الملك فيصل العالمية. شغل مناصب أكاديمية تدرجت إلى عمادة كلية الآداب والفنون والإنسانيات بجامعة منوبة ورئاسة جامعة منوبة، كما أسس مجلتي أكاديميا والفكر الجديد وله مؤلفات روائية وأدبية عديدة.
- الكتاب المرافق لك حاليًا.
من عادتي ان أقرأ أكثر من كتاب في الوقت نفسه. وأنا أطالع هذه الأيّام في الأدب رواية قديمة لسلمان رشدي “أطفال منتصف الليل” لم يتسنّ لي من قبل أن اقرأها وقد وجدت كاتبا مجيدا مقتدرا صاحب أسلوب فريد في السرد. إضافة إلى ذلك قررت منذ مدّة ان أقرأ جميع أعمال أمين معلوف وإن لم تكن مرتّبة وانا أطالع هذه الأيّام كتابه الأوّل الذي اشتهر به “الحروب الصليبيّة كما رآها العرب”. فأسلوب سرده للتاريخ مذهل ممتع ولغته الفرنسيّة صافية أخّاذة. واعتقادي أنّ مدوّنته الروائيّة استثنائيّة. والكتاب الثالث الذي اقرأه بالتوازي هو “إتحاف أهل الزمان بأخبار ملوك تونس في عهد الأمان” لإخباريّ تونسي عاصر أربعة ملوك تونسيّين بحكم وظيفته كاتبا في ديوان الرسائل وقد كتب سرده التاريخيّ في النصف الثاني من القرن التاسع عشر. وهو من الوثائق القليلة التي تقدّم معلومات متنوّعة سياسيّة واجتماعيّة عن البلاد التونسيّة في تلك الفترة بالخصوص.
- كتابك المفضل دائمًا وأبدًا.
ليس لي كتاب مفضّل ولكن يوجد كتّاب كبار أحب أدبهم وبعض الأعمال التي اعتبرها استثنائيّة. المشكلة التي تمنعني من الاختيار أنّ حركة الإبداع لم تتوقّف بل قويت وتيرتها وفي كلّ مرّة يدهشني بعض الكتاب القدامى برحابة عالمهم الإبداعيّ ويثير فضولي كتاب أقرب إليّ زمنا بقدرتهم على الابتكار والتجديد في عوالمهم وأساليبهم وبصماتهم الخاصّة.
- كتاب قرأته أكثر من مرة.
لا أعيد قراءة الكتب في العادة إلاّ إذا كنت أحتاج إلى قراءتها أكثر من مرّة لأسباب تتعلّق بالبحث. أنا بطيء في القراءة لأنني أتروّى في الكتاب وقلّما أحتاج إلى إعادته لا اكتفي بإجالة البصر على الأسطر والصفحات لمجرّد معرفة الحكاية في الروايات مثلا أو تطوّر الأفكار في الكتابات الأخرى بل أقرأ متثبّتا وأتأمّل مفكّرا وأحلّل فاحصا متبصّرا في وقت واحد.
- كتاب أثّر بك في طفولتك.
مثل جلّ أبناء جيلي على ما أعتقد أظنّ أنّ سلسلة المكتبة الخضراء التي كانت تصدرها دار المعارف في مصر قد ملأت خيالي بالحكايات العالميّة والقصص المستلهمة من ثقافات متنوّعة. ربّما وجدت في الأنف العجيب بعناده ومغامراته ونزعته إلى الكسل وأنفه الذي يتمدّد كلّما كذب ثم التحوّلات التي عاشها بعض ما شدّني إلى هذه الحكاية العجيبة والقريبة إلى واقعي النفسيّ وأنا طفل. وهذه من مميّزات الأدب الكبير.
- كلمة تحبها .. كلمة تكرهها.
أحبّ كلمة الإخلاص (في كلّ شيء خصوصا في ما نقدم عليه من أعمال) وأكره الغرور.
- كتاب تحب تقديمه كهدية، ولمن تهديه؟
كتب كثيرة تعجبني في أنواع أدبيّة عديدة. أحبّ ان أهدي أشعار نزار قباني أو محمود درويش بالعربيّة وأشعار جاك بريفير أو سان جون بيرس بالفرنسيّة (قرأت كثيرا من الشعر العالمي في غير لغته الأصليّة ولا أستطيع أن احكم عليه لأن الشعر لعبة لغويّة وإيقاعيّة أساسا) وأحب أن أهدي في الرواية روايات فلوبير أو دستويفسكي أو فيليب روث أساسا وبالعربيّة روايات المعلّم نجيب محفوظ وربيع جابر و”حدّث أبو هريرة قال…” لمحمود المسعدي.
- كاتب أو شخصية (حقيقية أو خيالية من كتاب) ترغب بالنقاش معها في نادي قراءة
أتصوّر أنّ النقاش مع الأرجنتينيّين، عاشقي الكتب والمثقّفين واسعي المعرفة الأدبيّة، خورخي لويس بورخس (رغم أنّه رحل عنّا منذ مدّة طويلة) وألبرتو مانغويل (أمدّ الله في أنفاسه) سيكون متعة خالصة وفائدة ثابتة.
- الجنس الأدبي الذي تفضل قراءته.
أحبّذ في أجناس الأدب الرواية لأنها أقدر على تقديم العالم في تنوّعه وثرائه والتعبير عن عمق التجربة الإنسانيّة ورحابتها والكشف عن الإنسان في عظمته وهشاشته وتردّده وتناقضاته على نحو لا يكون فيه ملاكا ولا شيطانا ولا إلها ولا حيوانا. هذا التمازج بين المتناقضات هو سرّ قوّة الرواية في عمقها الإنسانيّ.